شــكرا ً أبنــاء الـكويت

عندما أوقفنا الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) ومنع مشاركتنا في دورة كأس الخليج 19 كنت مستاءأ في بادئ الأمر ليس بسبب وضع منتخبنا الهزيل في آخر سنواته بل لأن الكويت البلد الوحيد الذي لم يغب عن بطولات الخليج منذ أن أسست عام 1970 , وشيء تافه أن تدنس الكويت تاريخها الرياضي لعذر أقبح من ذنب ( الله يسامح اللجنة الانتقالية و الحكومة و المجلس اللي تصارعوا مع نفسهم و نسوا الكرة الكويتية) , و على الرغم من حزني لقرار عدم المشاركة إلا أنني كنت فرحا ً فنحن لا نريد أن نكون لبوات في الملعب لطالما كنا أسود الخليج و نحن أسياد بطولاتها00

مع كل ذلك لم ينهض احد من المسوؤليين و لم يصرخ أحد النواب ( مثل ما هم متعودين ) و لم تحرك الحكومة ساكنا ً تجاه حرمة كرة القدم الكويتية , نعم تحرك الشعب و المدونون و الصحف الرسمية و الديوانيات وصرخوا من أجل رياضتنا المسلوبة حقها , جاء الامر بالافراج بعد رسالة أميرنا الغالي للفيفا, حققنا ما نريد و رفع الحظر الرياضي لفترة مؤقتة ( شكرا ً سمو الأمير ) , فتعين المنتخب الوطني الكويتي بجهاز إداري وفني وطني00

ابتدأ الأزرق المشوار و فاجأ أبناء السلطنة و جماهيرها , ورفع قبضته في وجه البحرين قبل أن يفرح جماهيره بالتأهل يوم أن التقى العراق, بعدها و اجهنا السعودية و خسرنا معها , صحيح أننا لعبنا و اعتمدنا في جميع مبارياتنا على الدفاع و كان هذا دأبنا لكننا بارزنا بهذه الوسيلة عمالقة دورة خليجي 19 , فنحن منتخب عُين و جمع في غضون أسابيع لا أشهر و عُسكر في مصر ( قد نستفيد بهذا المعسكر و لكن لا نقارن أنفسنا بدول الخليج الذين استعدوا لمدة طويلة ) , و زيادة على كل ما ذكرت نحن نعيش في صراع رياضي من مصالح و مناصب دمر الكرة الكويتية فأطفى بريقها
تحت وطأة كل تلك الظروف غادر أبطالنا خليجي 19 و هم يرفعون الرأس فهم أدواما يستلزم منهم في الوقت الحالي و في هذه البطولة و أعلنوا للكويت أن أبناءهم لا زلت قلوبهم تنبض , فهل سيعي لهذا المسئولين و المجلس و يعيدوا للمنتخب حياته المفقودة !00

شكرا ً أبناء الكويت

من تصوير الفنان و الصديق - خليل حيدر