Friday 12 June 2009

من هو الاكفـأ


منذ أن أسس مجلس الأمة عام 1963 كانت الفكرة المتبلورة في عقول الناخبين هي الكفاءة و انتخاب المرشحين الذين يملكون تلك الكفاءة. كانت الكفاءة في ذلك الزمن متمثلة بأبناء العوائل إضافة إلى ذلك التجار و رجال الأعمال , فكانت أغلبية المجلس من أولئك الفئة . و مع مرور الزمن تطورت معنى الكفاءة فشملت في طياتها أصحاب الشهادات العلمية و حملة الدكتوراه مضافا ً إليهم الاختصاصيين كالمحللين السياسيين و الاقتصاديين . وأما يومنا هذا فالكفاءة لها مفهوم آخر انحرفت عن مفهومها الأصلي الذي لطالما عرفناه , فشاهدنا الفرعيات تملأ أرجاء الدائرتين الرابعة و الخامسة لاختيار الكفاءة ! و شاهدنا القذف بين الإسلاميين و الليبراليين في الدائرة الثالثة لتمييز الأكفأ , أما الدائرتين الأولى و الثانية يكفيني قول ( الكتاب مبين من عنوانه ) ! , اقتنعنا بطرق اختيار الكفاءة في زمننا الحالي فهل هناك أمور أخرى لتحديدها ؟! الجواب بلا تردد نعم
ففي احد الأيام تبادرت إلى ذهني فكرة دخول المجلس في المستقبل, فكرت بمقياس الكفاءة و ماذا احتاج كي أصل إلى غايتي ؟ فرشت الساحة السياسية أمامي و رحت أطبقها على نفسي لاعرف احتياجات المجلس وكفاءاته, وجدت ان المجلس بحاجة إلى إنسان متعلم و صاحب شهادة ( عشان محد يتكلم عنه و يقول شنو تعليمك) وأنا إن شاء الله سأكون حاملا ً لبكالوريوس جراحة وطب أسنان , المجلس بحاجة إلى نائب شجاع لا يهاب من الحكومة أو من أي نائب آخر يريد أن يحمِر عليه العين, ذلك شيء بسيط أكون علاقات مع ( الناس الواصلة بالديرة يعني أكون لي ظهر) و زيادة على ذلك ارفع العقال و أعشم الناخبين , المجلس بحاجة إلى نائب ملم بالأدوات الدستورية و يعرف النظام في قاعة البرلمان ( خلوني ساكت مابي اعلق ) , ذلك أسهل و ابسط اطلب دورة من فريج سعود أو احد القدامى السياسيين ينثر علي من نفحاته السياسية , المجلس بحاجة إلى شخص صاحب نفس طويل و صوت عالي حتى يستطيع الكلام متى ما قطع الرئيس عليه الميكرفون ( صايرة موضة هاليومين ) , ذلك و لا أسهل منه فالتحق بالمدرسة التي تعلم فيها الايطالي بافاروتي لمدة 3 أشهر على الأقل , المجلس بحاجة إلى نائب يجاري الحكومة و يهددها , إذا ً أأجر كاتبا ً يعدُ لي صيغة الاستجواب إذا ما اضطر الأمر لذلك , المجلس بحاجة إلى نائب صاحب ضمير في العمل ( هل هذا الشي موجود !! ينعدون على الاصابع )
00

للأسف مقياس الكفاءة عند البعض اصبح مبنيا ً على الاسس الماضية , و كأننا تناسينا بأن المجلس سلطة تشريعية وظيفتها الارتقاء بالبلد في شتى المجالات فيجب على اثرها اختيار من هم اهل لذلك لنحقق التشريع0

ما دفعني إلى كتابة هذا المقال, هو ما يحدث بالمجلس حاليا ً, استبشرنا خير بهذه الانتخابات ولكن هناك فئة لا زالت لا تعي التغيير و الديمقراطية بمجرد أن افتتح المجلس أولى جلساته حتى راحت تتوغل في إثارة البلبلة و لم تكتفي بذلك بل استمرت على منهاجها في الجلسات الأخرى, أتمنى أن نبدأ عهد جديد و نبتعد عن هذه الظواهر السلبية التي دمرتنا0

الصورة التقطت في مايو 2009