Thursday 2 July 2009

و انتـهت الحـكاية


في 1 \ 7 \ 2003 ابتدأت الحكاية , كـُتبت صفحتها الأولى بأدمع الوداع وألم الفراق , كانت الساعة تشير إلى السابعة صباحا ً عندما غادرت منزلا ً آواني و عائلة ً قضيت معها أروع فترات حياتي , لم أرى في ذلك اليوم سوى دموعا ً نبعت من مقلتي والدة ستشتاق إلى ابنها الذي قرر الرحيل , و والد ٍ رسم على وجهه ابتسامة الأمل حتى يبعد الحزن عن ابنه الراحل و قلبه يقول بحفظ الله يابـُني , على متن تلك الطائرة العملاقة حلقت في سماء الكويت و وجهتي المملكة المتحدة لأبدأ حياتي الجديدة في ديار الغربة بعيدا ً عن الأهل و الأحبة , ابتدأت المشوار بمرحلة اللغة التي استمرت شهرين متتالين , ثم جاءت السنة التمهيدية وهي بمثابة الرابعة ثانوي في اسكتلندا , كانت هذه المرحلة تمثل المفصل فإما أن أحقق الدرجات العالية المطلوبة كي التحق بكلية طب الأسنان وإلا كان علي أن أعيد تلك السنة التمهيدية مرة أخرى أو أن أغير التخصص , بتوفيق من الله و ببركة أهل البيت عليهم السلام حققت تلك المعادلة و التحقت بالجامعة لأبدأ مشواري في تخصص جراحة و طب الأسنان , مضت السنون و تتابعت الأيام لأرى نفسي في آخر المشوار فلم يتبقى من التخرج إلا أياما ً معدودة , أعدت ُ العدة و جهزت نفسي للاختبارات النهائية التي اختلفت عن سابقها في السنين الماضية , فهذا العام ستكون على طريقة مقابلة مع اختصاصيين و استشاريين المهنة ولا امتلك سوى 20 دقيقة فقط لأجيب على جميع أسئلتهم فلابد أن أجيب عنها بثقة و أسرد لهم ما اختزنه من معلومات في غضون تلك الدقائق الرهيبة00

توجهت في صبيحة يوم النتائج إلى الكلية و قبل أن أصلها بدقائق اتصل بي احد الأصدقاء فقال : مبروك دكتور علي , لم اصدق ما سمعته أذناي فهرولت إلى الكلية لكي ابشر عيناي , نظرت إلى قائمة الناجحين و إذا بي فعلاَ قد اجتزت هذه المرحلة و تخرجت و أصبحت ُ طبيبا ً 00
في نهاية شهر يونيو كان حفل التخرج في يومها أقسمت مع بقية الزملاء على تأدية المهنة بأمانة و صدق وان نكون خير عون للمرضى , بعدها تسلمنا شهاداتنا من مدير الجامعة , انتهى ذلك الحفل ولكن رونقه لا يزال في مخيلتي فتعب السنين انزاح بمجرد أن بصـُرت البهجة في وجه والداي وأخوتي , فتلك الأم رسمت على وجهها تعابير البهجة , وذلك الأب لم تفارق محياه الابتسامة و الفرح لنشوة التخرج , وتلك الدرتان العزيزتان إلى قلبي ابتهجتا فالأخوة شيء 00عظيم
فإن شكرت
فشكرا ً لله رب العالمين الذي أكرمني و أعطاني بل أغرقني بنعم التوفيق
و شكرا ً لأهل بيت الوحي و النبوة و الأولياء المنتجبين الذين ما خاب من تمسك بهم ( والله والله أكرموني )00
و شكرا ً لوالدتي و معشوقتي ( لا أعلم ما أقول في حقها فمهما اسرد سأظل مقصرا ً)00
وشكرا ً لوالدي ( فقد كان لي ابــا ً و صديقا ً يساندني في غربتي )00
شكرا ً لأخي و شقيقي فقد كان لي عضدا ً و عونا ًرغم طول المسافات بيننا
شكرا ً لأخواتي العزيزات إلى قلبي فقد كانوا ضياء لي في دربي
شكرا ً لأصدقائي و أعزائي في مؤسسة الرضوان الشبابية فقد كانوا نعم الصديق
شكرا ً لأخي و زميلي في الغربة د. محمد الصراف فكان نعم الاخ و الزميل
شكرا ً لكم انتم أصدقائي المدونون ( ما قصرتوا بدعواتكم و تشجيعكم اللي كان يزيدني همة )00

تلك الحكاية التي استمرت قرابة 6 سنوات طوت صفحتها الأخيرة بنشوة الفرح , ما حدث في طياتها من أحداث سأظل اذكرها لكنني لن أنسى أن فصولها اختتمت بعبق الانتصار 00


الصورة المرفقة هي شهادة التخرج