كثير ما نتداول هذه الكلمة في عالمنا الصغير , فنرى أن المجتمع يجاهد و يكافح من اجل تحقيقها كان ذلك في الحياة العائلية الاجتماعية , التعليمية , الاقتصادية و حتى السياسية , فمتى ما تحقق الاستقرار هدأت نفوسنا المضطربة , ذلك الاتزان الاستقراري لا يولد بين ليلة و ضحاها بل يحتاج إلى ترتيب و تنظيم متقن حتى يبلغ غاية كماله , قد يستغرب البعض الدافع وراء كتابة هذا الموضوع و لماذا في الوقت الحالي بالتحديد , و قد يفكر البعض الأخر أنني أريد أن أتفلسف !..
كتبت هذا الموضوع لأنني أعيش حالة من عدم الاستقرار و السبب واضح للعيان و كلما أخبرت أصدقائي بتشتت أفكاري أجابوني ( انت صاير لك سنين بره الديره و مو متعود انطر شوي و راح تشوف نفسك تتعايش ) , ودائما اعلق على أجوبتهم بأنني كنت اقضي عطل الصيف و منتصف السنة في الكويت فما كنت اشعر بذلك التخبط في فأجاب بسرعة البرق ( انت تيي الكويت عشان الوناسة و شوفة الأهل تقعد جم أسبوع و بعدها راد ديرتك ! ) , ردودهم علي مقنعة بعض الشيء فأنا بمجرد أن واجهت الحياة الأوروبية أحسست بصعوبة العيش هناك و مع مرور الأيام نظمت نفسي على سياستهم المعيشية و قوانينهم المحلية فتمكنت من الاستقرار ,, كان هذا المثال على نظام الفرد , و متى ما انتظم الفرد انتظم المجتمع و متى ما تحقق التنسيق المجتمعي البيئي أنجزنا و حققنا الاستقرار , هذا ما ينقصنا و نفتقر إليه في مجتمعنا البسيط , فسوء التنظيم و الترتيب في الوزارات , مكللة ً بتجاوز بعض القوانين معتمدين بذلك على الفيتامين الحيوي ( فيتامين و ) ! علاوة على ذلك عدم احترام القوانين الوضعية و العادات المحلية ( حتى و إن كانت في نظرنا قوانين لا جوهر لها ) يجعل الفرد يتجاهلها و متى ما تكاثر المتجاهلون أصبح المجتمع مؤزم بل و تتكاثر أزماته فيغيب بذلك الاستقرار ..
اذكر مثال أريد من وراءه تصوير احترام الغرب لأنظمتهم ( بشكل عام بالشوارع عندهم ممنوع منعا باتا ً إن الواحد يصفط في مكان ممنوع الوقوف حتى ولو الشارع واسع و يكفي سيارات تمر فيه و بمجرد انه الواحد يصفط تشوف المخالفة تنزل عليه من السما لان هناك مسؤول معين من مختارية المنطقة وظيفته اليومية التجول و تسجيل المخالفات و عادة تكون هذه المخالفات مكلفة , أما عندنا فترى ممنوع الوقوف قد انزالت من قاموسنا , و متى ما حصلت مكان زين و يناسبك اصفط فيه و لو عندك جيب بعد اصعد رصيف و ريح بالك و إن خالفوني دقيت على اللي اعرفهم و ما راح يقصرون بضغطة زر تنشال المخالفة ) !..
لذلك إذا لم يكن هناك نظام صارم و احترام للقوانين غاب الاستقرار فزادت البلبلة و التخبط
كلمة رائعة لأمير المؤمنين عليه السلام (( الله الله في نظم أموركم ))..
همسة
الموضوع نشأ في ذاكرتي لأني شفت أمور بهالشهر الواحد و أدركت ليش إحنا يوم عن يوم في أزمة فشكله ما خفي
أعظم !..
اعتذر عن فترة الغياب كنت في فترة نقاهة
الصور من ابداع زميل الغربة و المهنة - د . خالد الكعبي